Friday, January 06, 2006

هزلية لكن مميتة

من يسمع غيرنا نحن الشعب... فنحن الوحيدون الملاصقين للأرض جسداً وروحاً...
من منّا لا يحسّ اليوم بما يحدث من هزات وما يتبعها من إرتدادات... والبركان رجّف أبداننا وهو يزأر في أعماق الأرض... يغلي ويغلي...

من غيرنا يبكي وينوح... كيف لا ونحن دوماً من يدفع الثمن...
... حقاً إن مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد... لكن تصوروا كم يجني أكثر وأكثر من يخترع المصائب والويلات... وإن كان القاضي والمدّعى عليه...
وبدلاً من أن يتوقف هؤلاء المنادين بالوطنية الزائفة ليحصلوا ظلماً على أملاك الناس الهاربين خوفاً من الظلام الآتي، لم يتركوا وسيلةً إلا لتعميق الشرخ وبث الخلاف...
إنهم ليسوا إلا حفنة من الأغبياء الوصوليين الذين لا يستحقون الوصف أكثر ممّا يقول هذا المثل الشعبي " يحرق الأرض ليولّع سيجارته"...
هؤلاء الفتيان في السياسة ، لا يعرفون لها معنىً إلا المصلحة الشخصية...
فالبركان سيثور حتى ولو سيطروا على كلّ طاولة الشطرنج... فلا قراره منهم ولا هو خيارٌ يختاروه...
والأتفه من ذلك أنّهم يهددون بعضهم بالشارع...
فهل سقطت قيمتنا هكذا أيها الشعب العظيم لنصبح شارعاً يسقط وينجّح ما يشتهيه عبّاد الشيطان الجدد...

أعتقد أنّ هدفهم الوحيد هو الحصول على تأشيرات وطائرات لنقلهم إلى الخارج... بينما الشعب المسكين يحترق مع أرض الوطن... المهم أن ينجوا بأفعالهم وبما سرقوه من دمنا وتعبنا... وكأنّ عدل اللّه توقفه أماكن أو أزمنة... كأنّه لم يعد هناك من حسابٍ وآخرة...
أمّا الهزلية فتكمن في من شبّوا وشابوا على القتل وشرب الدماء، وهم واقفين على فوهة البركان، داعين أصدقاءهم من إقطاعيّاتٍ حليفة وعدوة وهم يقولون: لا واللّه أنتم اسقطوا قبلي... لا واللّه لن أقبل... أنتم أولاً...
وما هو جواب الآخرين إلا أكثر هزلية: سنبقى ههنا، منتظرين خروجه فنراه بأمّ العين يحرقكم جميعاً... ويحرقنا